تغلب على الجراح القديمة قبل الشروع في علاقة جديدة

إننا جميعا نتعرض المصائب وآلام الحياة؛ فهذا أمر لا مهرب منه، وبعضنا يخرج بخسائر أكثر فداحة من الآخرين. وبالطبع، فإن الجراح هي مايصقل شخصياتنا ويشكلها، ومن ثم فهي ليس بالأمر السيئ على المدى البعيد؛ ولكن على المدى القصير قد نحتاج إلى التعافي قبل أن نعاود الدخول في المعركة. فإذا خرجت من آخر علاقة أو أخر علاقتين مجروحا عاطفيا، فيستحسن أن تداوي جرحك قبل البدء في البحث عن شريك حياة جديد. وإن لم تفعل، فلن نكون قادرا على أن نظهر له حقيقة شخصيتك، كما لن تستطيع التركيز عليه ما دمت لا تزال منشغلا بنفسك. . وان ارتكبت خطا في علاقتك الجديدة (وهذا أمر يحدث لنا جميعا)، فقد ينتهي بك الأمر وأنت مصاب بجرح أكثر أنا. وحتى إن استطعت إيجاد من يمشي بك ويحبك حقا، فسوف يعانی کلاكما من حقيقة أن أحدكما لم يكن مستعدا بعد للدخول في علاقة جديدة.

لدي صديقة خرجت من علاقة وهي محطمة عاطفية، ثم قابلت رجلا كان رائعة حقا – لطيفا، حنونا، عطوفة: باختصار كان رجلا يتمتع بكل المواصفات التي كانت تعتقد أنها تحتاج إليها. وخلال العامين التاليين اعتنى بها صاحبنا حتى عادت امرأة قوية وذات شخصية مستقلة. ثم ماذا حدث؟ لقد أدى ذلك إلى إصابة علاقتهما في مقتل؛ فلم تعد المرأة التي وقع في حبها. وكثير من الرجال يبحثون عن المرأة القوية ذات الشخصية المستقلة،ولكن صاحبنا لم يكن من هؤلاء الرجال؛ فهو بحب المرأة الضعيفة التي تحتاج إلى العناية وهذا هو مكمن الخطر؛ فحتى لو وجدت لنفسك شريك الحياة المثالي، فسوف يكون مثاليا لوضع الراهن فقط، ولن يبقى الحال على ما هو عليه بمجرد أن تعافي وتعود إلى شخصيتك الحقيقية. أنا لا أعني مطلقا أن مثل هذه العلاقات لن تنجع أبدا، ولكنها نادرا ما تشجع. لذا اصنع لنفسك معروفا، وانسحب بعيدة، وتخف في مكان ما ريثما ندمل جراحلك. استمتع بصحبة أصدقائك وأفراد أسرتك حتى تعافي من جراحك قبل أن تشرع في البحث عن شريك حياة جديد. وحينما تفعل ذلك، حاول أن تشقى شخصا في اندملت جراحه نسبيا أيضا – بالطبع لأن آثار ذلك تعود عليك بالتالي. وبتلك الطريقة يمكنكما أن تریا بعضكما على حقيقتكما وتبدأ علاقتكما على النحو الذي تريدانه أن تستمر عليه