لماذا الحب يساوي الوقت

ماذا تفعل عندما يتم جذبك إلى اتجاهين مختلفين؟ فأحد أبنائك يريدك أن تحضر اليوم الرياضي الخاص به في المدرسة، ولكن في نفس التوقيت بريدك ابنك الآخر أن تحضر الحفل الموسيقي الذي سيشارك به. أو أن أعز أصدقائك يحتاج إليك ليفضي إليك بأحزانه التي تسبب فيها انهيار حياته الزوجية مؤخرا، ولكنك منشغل تماما في محاولة حصول أمك المريضة على المساعدة الطبية التي تحتاج إليها من المستشفى. أو لعل شريك حياتك يمر بحالة اكتئاب عنيفة ولا يستطيع تحمل الابتعاد عنك، ولكن شقيقتك لا تستطيع التعامل مع الأطفال بمفردها وتحتاج إلى مساعدتك. أو ربما اجتمعت عليك كل تلك الظروف في آن واحد. والحياة مليئة بمراحل مثل هذه؛ فكل شيء يسير بسلاسة لفترة من الزمن، ولكن الأمور لا تلبث أن تداخل في بعضها في كثير من الأحيان. إذن، ما الحل؟ يجب أن تدرك المعادلة التي يعالج بها الحب أشياء مثل الوقت؛ فكل هؤلاء الناس يحتاجون إلى وقتك – ربما يحتاج بعضهم إلى قليل منه، وربما يحتاج البعض إلى الكثير منه. قد يحتاج إليه البعض في لحظة معينة، بينما يحتاج إليه الآخرون كلما كان عندك وقت فراغ. بعضهم قد يحتاجون إلى رأيك في غيابهم بينما يريد آخرون أن تعطيهم رأيك وأنت جالس معهم في نفس الحجرة. ولكنهم جميعا يريدون وقتك، والوفت مصدر محدود؛ فنصيبك من ساعات اليوم لا يتعدى ۲۶ ساعة. لذا لا يمكنك تلبية طلبات جميع أصدقائك، أو أن تظل بعد إنجاب أطفالا قريبا للكثير من الناس كما كان الحال من قبل. يمكنك إيجاد وقت كاف المائة شخص تربطك بهم علاقة تعارف عادية، أو عشرين صديقة مقربة وثلاثة أشقاء، أو أربعة أقارب من الدرجة الأولى بالإضافة إلى خمسة من أقارب الدرجة الثانية مع ثلاثة من أعز رفاقك وأحد عشر صديقا جيدا. من الواضح أنني حاولت وضع تصور تقريبي للأرقام، فأنا لست على معرفة بعلم

التباديل والتوافيق، ولكنك فهمت مغزی کلامی. ويمكنك أن تشكل توليفة من عدد كبير من الناس بحياتك. وكلما زاد عدد هؤلاء الذين يحتاجون إلى وقتك، قل الوقت المتبقي للآخرين. وإذا لم يكن لديك أطفال، فرجاء تذكر هذه القاعدة ولا تغضب من أصدقائك الذين لديهم أطفال والذين قد تعتقد أنهم يهملونك؛ فربما يبذلون كل ما بوسعهم. امنحهم الوقت. عندما تتجاذبك كل الاتجاهات، فإن الشيء الوحيد الذي يمكنك فعله هو أن ترتب أولوياتك؛ فينبغي أن يكون لديك نوع من قوائم الاختيار. وقد باتی شريك حياتك وأطفالك على رأس هذه القوائم، يليهم والداك، ثم أشقاؤلك، ثم أصدقاؤك المقربون وهكذا. ليس من الضروري أن تضفي عليها الطابع الرسمي، وإنما عليك فقط أن تعيها في ذهنك. وقد يتغير ترتيب الناس على هذه القوائم لأنهم يكسبون “نقاطا” إذا كانوا في حاجة ماسة للمساعدة، أو إذا لم يكن هناك من يلجأون إليه سواك. كما أن السبب الذي يحتاجون إليك من أجله يؤثر على مركزهم في الترتيب أيضا. وينصح خبراء إدارة الوقت بضرورة توزيع الوقت بناء على ما إذا كان الشيء (أ) مهما أو (ب) ملحا؛ حيث ينبغي أن تاني الأشياء المهمة والملحة على رأس الأولويات، ولكن ليس من الضروری أن تستغرق الكثير من الوقت. وقد لا يكون الحب مختلفا عن ذلك في شيء. ينبغي أن توضح لهؤلاء الذين تحبهم أنك تريد أن تكون بجوارهم طوال الوقت ولكن ليس لديك إلا مقدار محدد من الوقت وستبذل كل ما بوسعك. فستذهب إلى الحفل الموسيقى التالى لابنك بدلا من هذا الحفل، أو ستذهب إلى صديقك ولكنك لن تمكث معه إلا لساعتين فقط هذا الأسبوع. إنه أمر معب، ولكنك إن فهمت هذا المبدأ، فينبغي ألا نشعر بالتوتر كثيرا حيال عدم قدرتك على فعل كل شيء يريده منك الآخرون.

عندما تتجاذبك كل الاتجاهات، فإن الشيء الوحيد الذي يمكنك فعله هو أن ترتب أولوياتك