لماذا دائما هناك مشاكل بين الاشقاء

لقد حالفني الحظ وقابلت عددا غير محدود من الناس الرائعين على مدار السنين، ولكن حتى أطيب الناس الذين عرفتهم وأكرمهم خلفا وأسمحهم نفسا كلهم تجد لديهم شيئا بينهم وبين أشقائهم. قد يكون ذلك الشيء عبارة عن متاعب ضخمة أو مشکلات هينة، ولكن مع كل جهودهم لتقبل أصدقائهم كما هم، فإنهم يجدون صعوبة لفعل الشيء نفسه مع أشقائهم. قاوم ذلك كيفما تشاء، ولكن هناك جزءا في عقلك الباطن لا يزال يتذكر كيف كان شقيقك ابن أمك المدلل، أو كيف اعتاد التنمر عليلك في غياب الكبار، أو كيف كان لا يدعك تلعب باللعبة التي طالما أحببتها. ستذكر أنك تعاملت مع الأمر – لقد فعلت كل شيء إلا النسيان – وأنت متأكد من أنك قد سامحنه تماما.

ولكنك تشعر بالانزعاج والضيق عندما تقرر أمك قضاء عطلة نهاية الأسبوع مع شقيقتلك بدلا من فضائها معك، أو عندما لا يسمح لك شقيقك باستعارة سيارته لما تعطلت سيارتك. لقد انتهى منذ عهد طويل ذلك الطفل الذي اعتدت الشجار معه أو الحقد عليه أو التشاحن معه طوال كل تلك السنوات؛ وذلك الشخص البالغ الواقف أمامك لا يستطيع أحد التعرف عليه سواك، ولكن هناك جزءا من عقلك لا يزال يميزه من منطلق الماضي البعيد، لا يزال يلومه، لا يزال يتميز منه غيظا. إنني لست متأكدا من الفكرة وراء هذه القاعدة؛ لأنني من واقع تجاربی لا أعرف الكثير مما أنصحك فعله حيال هذا الأمر. يمكنك بذل ما بوسعك

للتغلب على كل هذا، ولكنك لن تستطيع التغلب عليه كلية؛ لذا أرى أن منطوق هذه القاعدة ينبغي أن يكون – تقبل حقيقة أنك لن تتغلب على تلك المشاعر تماما. فلن يستطيع جزء منك نسيان تلك المشاحنات والضغائن من زمن الطفولة. وكل ما يمكنك فعله أن تدرك عقليا أن كل هذا قد أمسي هراء الآن

– حتى إذا لم يعترف عقلك بذلك – ولا تدعه يقف في طريقك. وغالبا ما نجد أن شقيقنا الذي تشاجرنا معه أكثر هو الأقرب إلينا في الكبر. فكثير من خلافاتنا معه في الماضي قد نتجت من رغبتنا في أن نكون مثل بعضنا، وأن نمتلك ما لديه، وأن نكون مهرة أو مرحين أو موهوبين مثله. ولم ترد ذلك إلا لأننا كنا من داخلنا معجبين به. من الواضح أنا ما كنا النعترف بذلك، إلا أن تلك هي الحقيقة؛ لذا علينا أن نركز على تذكير أنفسنا بكل تلك الأشياء التي كانوا يتمتعون بها وكنا نعجب بها أو نحسدهم عليها،

بدلا من أن ندع ذلك الجزء من عقلك يركز على كيف أنهم كانوا يكسبون المشاحنات لصالحهم دائما. ولا تنس أن أشقاءك لديهم نفس الشعور نحوك من جانب آخر؛ فهناك كل تلك الأشياء التي لم تحلم بأنهم يرون أنك فزت بها في طفولتك. نعم، وأراهن أنك قد نسيت كل شيء عن ذلك الوقت حينما أوقعتهم جميعا في الملاعب بسبب كسر زجاج النافذة بينما كنت أنت وحدك من كسرها.

لقد انتهى منذ عهد طويل ذلك الطفل الذي اعتدت الشجار معه أو الحقد عليه أو