لماذا لا تثق بجميع اصدقائك تجاه علاقتك

فكر في أعز صديقين لك الأقرب إلى قلبك. استمر. حسنا، تذكر الآن كيف قابلتهما لأول مرة. ماذا كان رأيك فيهما؟ هل كنت تصور أنهما سيكونان اثنين من أعز رفاقك؟ هل كنت توخي الحذر في التعامل معهما في البداية؟ أم تراك كنت تحقد عليهما؟ أم ترفضهما استمر – تذكر كيف كان شعورك حيالهما في ذلك اللقاء الأول. أحد أعز أصدقائي كان في البداية ألد أعدائي. في الواقع كنا نعمل معا وقد حاول كلانا أن يزيح الآخر من طريقه (إنني لا أفخر بتلك الذكريات). ولحسن الحظ فقد فشل كلانا في تحقيق هذه الأمنية؛ لأننا قد أصبحنا صديقين حميمين بعد بضعة أسابيع، وأضحى أحدنا لا يفارق الآخر طوال الوقت. بالطبع لدى أصدقاء آخرون كانت بدايتي معهم أفضل من تلك ولكنني لم أكن أتخيل أن بنتهی بنا الأمر إلى تكوين تلك الصداقات الرائعة والمدهشة. إن كل شخص غريب تقابله قد يتحول إلى صديق مثل أصدقائك الذين تعرفهم بالفعل؛ لذا، حتى إذا أردت إزاحتهم من طريقك، فينبغي أن تعطيهم الفرصة؛ فالأصدقاء الجيدون يمثلون أحد الأصول الضرورية في الحياة – أنت تعرف ذلك بالفعل – إذن، لماذا نصعب عليهم فرصة الثور علينا؟ أحيانا ما نجد بداخلنا الرغبة في الاكتفاء بمجموعة الأصدقاء الذين تعرفهم فعلا وعدم تكوين صداقات جديدة. ولكن ما عليك إلا أن تفكر فيما سيفوتك؛ فذلك السلوك كان من شأنه أن يحرمك من تكوين الصداقات
التي لديك بالفعل. لدى أصدقاء يعملون بوظائف ثابتة، وآخرون يعيشون على إعانة البطالة التي تقدمها الحكومة” وأصدقاء من الطبقة الأرستقراطية، وآخرون يعملون في مجال الإعلام والفنون والتخصصات الأكاديمية، ولدي أصدقاء يعملون بالمحلات التجارية وآخرون يديرون أعمالهم الخاصة، لدى أصدقاء يكافحون من أجل كسب لقمة العيش، وأصدقاء لهم سجلات إجرامية وآخرون من أركان المجتمع،

لدي أصدقاء في الثمانين من عمرهم، وآخرون مراهقون وهذه التركيبة تثري حياتي إلى حد كبير وتعلمني الكثير يوميا، فقد تعلمت على مر السنين ألا أحكم على الناس استنادا إلى مظهرهم (كما ترى، فقد تعلمت من خطئي الذي لا يفتقر والذي ارتكبته مع صديقي الذي حاولت إزاحته من طريقي). ومحترفو القواعد دائما ما يتركون مساحة في حياتهم لصديق جديد، وكلما اكتسبت عددا أكبر من الأصدقاء، أصبح لديك عدد أكبر من الأصدقاء المخلصين. وإن عاجلا أو آجلا، ستحتاج إلى أصدقاء جيدين – كلنا بحاجة إلى مثل هؤلاء الأصدقاء – وكم هومؤسف أن نكتفي بعدد ضئيل من الأصدقاء المخلصين لمجرد أنك أغلقت عينيك وحجبتهما عن رؤية الغرباء الذين كان من شانك أن تحبهم، لو أنك أعطيت لنفسك الفرصة للتعرف عليهم عن قرب، وانفتحت على احتمالية أن يصبحوا أعز رفاقك في المستقبل.