لماذا لا يجب ان تثق بشريك حياتك ثقة كاملة

لا أجد غضاضة في الاعتراف باني يجب أن أذكر نفسي بهذه القاعدة؛ فهي فخ من السهل أن يقع فيه المرء. فحينما يتأخر صديقك عن موعده، فإنك شهره لأنه جعلك تنتظر، ناسية أنك تأخرت عن لقائه الشهر الماضي. بالطبع، لم يكن له يد في التأخر حينذاك، وهذا هو الفرق. أم كانت لك يد فيه؟ حاول الإشارة إلى شخص أو شيء. بلی، افعل ذلك الآن – افرد ذراعك وأشر بإصبع السبابة. والآن، إلى أين تشير الأصابع الثلاثة الأخرى؟ إنها تشير للخلف .. نشير إليك أنت”. نعم، إن هذه القاعدة تناقش عدم توجيه النقد للآخرين، وبخاصة أصدقائك، على الأقل لأننا نحن أنفسنا نقع في نفس الأخطاء. قد لاحظت أن هؤلاء الأكثر استياء من الأشخاص المتامرين هم أنفسهم متامرون. أما مولاء الذين بنصفون بالحلم فيجدون سعادة عند تعاملهم مع الناس مهما كانت طباعهم، ويشعرون بالارتياح لأنهم ليسوا مضطرين حقا لإدراك كل شيء بانفسهم. وكل من سمعته يقول: “هذا الشخص متاثر للغاية” كانت ثلاثة من أصابعه نشير مجازا إليه هو شخصيا. ونفس الأمر ينطبق على الكثير من الصفات الأخرى.

۲۱ نجامل إصبع الإبهام. لم اضع قاعدة تشرح أهميته؛ لذا، رجاء لا تسألني عن السبب.

ليس من المقبول أن تحكم على الآخرين بأنهم مثيرون للغيظ لمجرد أنك صبور، أو بأنهم غير منظمين فيما أنت مهووس بالتنظيم ، أو بأنهم خجولون فيما أنت غير منحفظ في تعاملاتك، أو بأنهم مفرطو القلق فيما تكون أنت كسوة، أو بأنهم مولعون بإثارة الفتن بينما أنت تلعب دور صانع السلام؛ فالعالم بحاجة إلى كل أنواع البشر، وليس لديك فكرة مما أدى إلى انتصاف أصدقائك بهذه الصفة. فقط استمتع بصحبتهم على أية حال ( انظر القاعدة ۸٥). إن بك من العيوب ما لدي أصدقائك، وعلى الرغم من أنني حتى لم أقابلك، إلا أنه بوسعي إخبارك بذلك؛ لأننا جميعا كذلك. فما منا أحد مثالي أو خال من العيوب على أية حال. والاتصاف بالكسل ليس أفضل من الانصاف بحسن التنظيم: ولا بعد الاستيقاظ مبكرا ميزة خلقية أسمى من البقاء في الفراش لأطول وقت ممكن طالما أنها لا تضر بصاحبها. وحتى إذا كانت أصابعك الثلاثة لا تشير إلى نفس العيب الذي لدي صديقك، فإن لديك قدرا وافرا من المسالب الشخصية التي يمكن الإشارة إليها. إنني لا أحاول كبحك هنا؛ فمميزات وعيوبك هما ما يجعلانك ذلك الإنسان الرائع، والجذاب. ولكنني فقط أحاول الإشارة إلى أن نفس الأمر يحدث مع أصدقائك، حتى إذا فعلوا شيئا يثير غضبك أو غيظك؛ لذا علينا أن نتحلى بقدر من التفهم والتقدير، ونتخلى عن توجيه النقد، والإشارة بإصبعنا إلى أي شخص دون التحقق من الاتجاه الذي تشير إليه باقي أصابع يدنا.