لماذا لا يجب ان ترفه اطفالك جدا

يعيش أبناؤكم حياة مرفهة للغاية؛ فأنتم نوفرون لهم طعاما جميلا وفراشا وثيرا، ولا بتعملون عبء فواتير. حسنا قد توقعون منهم الإسهام في تلك المصروفات، ولكن ذلك لا يساوي شيئا مقارنة بالوقت أو المال الذي ينبغي عليهم الحصول عليه في حال تركهم المنزل. إذن، لماذا يتركون المنزل؟ نظريا، لا يوجد سبب يدعوهم إلى الخروج إلى ذلك العالم الكبير الفسيح، سوى التورط في أمور معينة دون علمك، ومن أجل الحصول على الحرية والخصوصية (قد يكون من الأفضل ألا تفكر في هذا كثيرا – ولكن صدقني، لا بأس بذلك). ولكنه شيء ينبغي عليهم فعله، لمصلحتهم، ويعلم الله، لمصلحتك أنت. وهذا هو ما دعاهم إلى إيجاد طريقة سهلة لأخذ تلك الخطوة الكبيرة والمخيفة للخروج من نعيم وأمان المنزل ومواجهة عالم برزحون فيه تحت نير الديون والمسئوليات. يطلق على هذا مسمى التمرد. بالطبع قد تظهر إرهاصات لهذه العملية قبل سنوات من مغادرتهم المنزل، ولكنهم عند نقطة ما يجب أن يقوموا بفيض من التغييرات في علاقتك بهم قبل أن يغادروا فعلا. نعم، يجب أن يجدوا عذرا لرفض كل شيء تدعوهم إليه لكي يجدوا لأنفسهم الحافز الذي يحتاجون إليه لحزم أمتعتهم والانطلاق إلى حياتهم الخاصة. إنهم يحتاجون إلى الشجار معك حتى يصلوا إلى النقطة التي يبدو عندها ذلك العالم الكبير المخيف أفضل بالنسبة لهم من الإقامة معك. وإذا كنت متسامحا معهم ومتفهما لهم، فقد يشكل هذا صعوبة بالغة بالنسبة الهم؛ فرغم قيام ابنك بثقب أذنيه ووضع حلق فيهما، فلم تبد انزعاجك؛ لذا

فقد جرب ثقب لسانه ووضع حلق فيه، ولكنك اكتفيت قول إن هذا اختياره وهو حر فيه. إممم، فماذا يفعل إذن؟ يرد عليك بشكل وقح كلما طلبت منه ترتيب فراشه بنفسه بعد استيقاظه من النوم. يدخن السجائر؟ يسب ويشتم؟ يجب أن يكون هناك شيء يفعله بحيث يثير غضبك. قد يكون عليك الاستسلام في النهاية وأن تسمح لهم بالشجار معك بشكل لا يعوزه الاحترام، فأنت تعلم أنهم لن يتوقفوا حتى تلبى لهم ذلك المطلب؛ فسوف يلتهمون كل طعامك ويشغلون الموسيقى بصوت مرتفع للغاية ويصبغون شعرهم باللون الأخضر، وكما قلت سابقا، إنهم مبرمجون على ذلك، ولسوف تنهار في النهاية. ولكن ما هو البديل، إذن سأخبرك. لولم يمر أبناؤك بمرحلة التمرد تلك، فلن يستطيعوا التخلص من الأغلال التي تقيدهم، وهذا من شأنه أن يجعل الحياة في غاية الصعوبة بالنسبة لهم، كما أنه سيجعلها صعبة بالنسبة لك أنت أيضا على المدى البعيد. أحيانا يجدون شركاء حياة جيدين ويخفون عنك الأمر، وأحيانا أخرى لا يفعلون. ولكن تلك العملية تأخذ وقتا أطول بكثير، ويجدون الاستقلال أصعب بكثير عما لواتبعوا طرقا أخرى بالطبع لا يمكنك دفعهم إلى التمرد، ولكن يمكنك أن تسهل عليهم الأمر بوضع العراقيل أمامهم حتى يصطدموا بها. قد يبدون تذمرهم منك بشكل وفح، أو قد يظلون مؤدبين معك للغاية ولكنهم لن يخبروك أبدا بما هم مقدمون عليه، أو قد يتورطون في أشياء لا تال استحسانك. هناك الكثير من طرق التمرد، وسيجد أبناؤك طريقة خاصة بهم، وعندما يفعلون، ينبني أن تحتفي بهم وتقدم لهم المساعدة التي يحتاجون إليها.

قد يكون عليك الاستسلام في النهاية وأن تسمح لهم بالشجار معك بشكل لا يعوزه