لماذا لا يجب ان تسعى للانتقام مع شريكك

يا إلهي، هذا شيء سهل نظريا، صعب عمليا: أعرف أنه أمر شاق، ولكنني أعرف أيضا أنك تستطيع فعله، وهو يتطلب تغييرا بسيطا في الرؤية، من كونك شخصا ينتهج مسلكا معينا، إلى كونك شخصا ينتهج مسلكا مختلفا اسمع، بغض النظر عن مدى قسوة مسألة الانفصال عليك، فإياك أن تلجأ إلى: و الانتقام • التصرف على نحو سيئ و الغضب العنيف . إيذاء أي أحد و التصرف على نحو غير متعقل و انتهاج تصرفات فظة . الانسام بالعدائية هذا هو المهم: المحصلة النهائية. أي ألا تتدني بمستوى الأخلاقيات؛ بل تصرف على نحو يتسم بنبل الأخلاق والاحترام والرقة والتسامح والتهذيب

أيا كان معنى ذلك بالنسبة لك)، مهما كانت الاستفزازات التي تتعرض لها، ومهما كانت التحديات التي يعرضك لها. ومهما كانت سلوكياته مجحفة أو مسيئة، فلا ينبغي أن تقابل السيئة بمثلها، بل ينبغي أن تواظب على التعامل كشخص خیر ومتحضر ولا غبار عليه من الناحية الأخلاقية. ينبغي أن تكون سلوكياتك خالية من العيوب. ينبغي أن تكون الفاخلك مهذبة يغلفها الاحترام. وأيا كان ما يقوله الطرف الأخر فلا ينبغي أن يجعلك تحيد عن هذا المسار .

نعم، أعرف أن هذا قد يكون صعبا في بعض الأحيان. أعرف أنه أمر غاية في القسوة حينما يتصرف شريك حياتك السابق بشكل مثير للأعصاب، وتضطر أنت إلى الاستمرار في تحمل المعاناة دون الاستسلام إلى رغبتك في الانتقام لنفسك والرد عليه بكلمة همجية؛ فعندما يعاملك أحدهم بشكل فظ، فمن الطبيعي أن ترغب في الانتقام منه والرد عليه بالمثل، ولكن لا تفعل؛ فبعد تجاوزك لتلك الفترة القاسية، ستكون فخورا للغاية بنفسك من أجل ترفعك عن التدني بأخلاقياتك، وستجد أن مذاق هذا الشعور أفضل ألف مرة من مذاق الانتقام. أعلم أن الانتقام مغر، ولكن لا تلجأ إليه مهما كانت الظروف. ليس الآن، ولا في أي وقت. لماذا؟ لأنك إن فعلت، ستنزل إلى مستواه، ستكون في خندق واحد مع قوى الشر بدلا من أن تكون مع قوى الخير (انظر كتاب قواعد الحياة)؛ ولأن هذا يقلل منك ويرخصك، ولأنك ستندم، وأخيرا، لأنك لو فعلت فلن تكون من محترفي القواعد. إن الانتقام من شيم الفاشلين، أما الترفع بمستوى الأخلاقيات عن الدنايا فهو السبيل الوحيد لتكون من الناجين. وهذا لا يعني أنك شخص واهن أو ضعيف، وإنما يعني فقط أن أي تصرف بصدر عنك سيكون تصرفا نبيلا ولائقا وأنك أحسن من الطرف