لماذا لا يجب ان تهتم بماذا يتكلم عنك

هل تبدين مثل أمك تماما؟ وهل تبدو مثل والدك تماما؟ وماذا عن شفيقك وشقيقتك وأطفالك؟ كلا، بالطبع لا تبدو مثل أي واحد منهم. ربما ورثت عن أمك أنفها أو عن أبيك ابتسامته أو أخذت عن شقيقتلك قدمها الصغيرة الجميلة، ولكن على الرغم من أنك تقاسم نصف” جيناتك الورائية مع كل منهم،

إلا أن لديك نصفا آخر مختلفا تماما. ودائما ما أقول لأطفالي (على سبيل المزاح بالطبع)، “أنتم لستم أطفالي في الواقع، بل نصف أطفالي”. ونفس الأمر ينطبق على الشخصية؛ فقد تجد صعوبة في التعبير عن مشاعرك شانك شان أخيك، أو تجدين نفسك مهووسة بالنظافة والترتيب مثل أملك،

ولكن مجموع سماتك الشخصية فريدة من نوعها. إذن، ماذا نفترض أن مشاعر أفراد عائلتنا ستكون نفس مشاعرنا تجاه الأشياء؟ ولماذا نغضب أو نسنهجن عندما يفعلون شيئا ما كنا لنفعله نحن؟ ولا يميل معظمنا إلى الاستخفاف بأسرنا وحسب، بل إننا قلما نفعل ما ينبغي علينا فعله أيضأ – توقف وفكر “ما الذي ستشعر به أمي الآن تجاه ما حدث؟ هل ستقدر ما قلته أو فعلته؟”. ولاحظ التأكيد على عبارة ما يريدون هم فعله،

وليس ما تريد أنت فعله. لدى صديق كان والده لا يفترق عن كلبه أبدا، أينما ذهبوا. وعندما مات الكلب في النهاية، انطلق صديقي واشتري كلبا آخر لوالده؛ لأن هذا ما كان سيفعله لو أن كلبه قد مات، ولكن كان من الخطا أن يفعل هذا مع والده؛ وذلك لأن وقع الصدمة عليه كان كبيرا للغاية بما لا يسمح له باستقبال الوافد ۲۰ سواء بالعطاء أو الأخذ. وأرجو من علماء الهندسة الوراثية ألا يعلقوا على هذه المعلومة.

الجديد، فقد كان بحاجة لبعض الوقت حتى يتغلب على فقدان صديقه الوفي ذي الأربع. والآن، لو أن صديقي هذا قد توقف ليتفكر للحظة في أمر أبيه، الأدرك هذا. لذا رجاء لا تفترض أن أفراد عائلتك سيشعرون بشيء معين لمجرد أنك كنت النشعر به، أو ترى أنهم لا ينبغي أن يبالوا بشيء محدد؛ لمجرد أنك لم تكن التبالي به. فما تلك إلا طريقة لخلق خلافات لا داعي لها مطلقا. وما ذلك إلا سبب آخر وراء كون علاقاتها العائلية أصعب كثيرا من علاقاتنا بأصدقائنا ( الذين لا نتوقع منهم أن يكونوا مثلنا تماما)،

في الوقت الذي يفترض أن تكون أسهل كثيرة. لا أعرف السبب الذي يجعلنا جميعا نفعل ذلك، ولكن ينبغي أن نكف عنه لذا، إذا كانت هناك حالة ميلاد أو وفاة أو كانت هناك مشكلة أو حدث سعيد في الأسرة؛ فانتهز الفرصة واسأل من يهمه الأمر كيف يريد أن يحتفل، أو كيف بريد الحداد،

أو كيف يريد التعامل مع المشكلة، أو كيف يريد الاحتفاء بالحدث. وكف عن افتراض أنه سيريد ما تريد “لأننا نحن عائلة “سميث نحب ذلك”. قد لا تحبذ فكرة الاحتفال بعيد الميلاد بعد سن الأربعين، لكن إن كان ابنك أو أحد أشقائك يحب ذلك، فابعث له ببطاقة تهنئة أو اتصل به لتبين له على الأقل أنك لم تنسه.

وعلى الرغم من أنني محظوظ في هذا الأمر، فلا ينبغي أن تقارن بين أبنائك، قائلا: “فقط لو كنت تعبر عن مشاعرك، مثل أختك”. فلا يمكنك تغيير شخصيتهم أو حتى شخصيتك أنت، ولا يسعك إلا أن تتذكر أنهم مختلفون وتحبهم كما هم، بمزاياهم وعيوبهم، وأتمنى أن يفعلوا الشيء نفسه معك.