لماذا يجب ان تكون بحياة شريكك دائما

لم أر أبدا انهيارا في علاقة لم يسهم فيه طرفاها؛ فلابد أن يتحمل الجانبان المسئولية عندما يتفكك الرباط الذي كان يجمعهما ما. ولقد مررت شخصية بتجربة الطلاق وإنني الآن أتقبل – على الرغم من أن ذلك قد استلزم منی بعض الوقت لأعترف به – دون خجل حقيقة أننا لعبنا نحن – الاثنين – دورا في السماح للعلاقة بالتدهور إلى الحد الذي لا يمكن معه إنقاذها. وغالبا ما يبادر أحد شریكى الحياة بإنهاء العلاقة ضد رغبة الطرف الآخر؛ فربما وقع في حب شخص آخر، أو يريد فقط الرحيل، أو يتصرف بطريقة تجعل الأخر غير قادر على تحمل البقاء معه، ولكن كلما رأيت ذلك بحدث، دائما ما أجد سببا في وصول العلاقة إلى هذا الحد من التدهور،

ودائما ما كنت أجد أن الطرفين مشتركان في إفراز ذلك السبب. وهذا لا يعني أنه لا باس بخيانة شريك حياتك عندما تسوء الأمور؛ فينبغي أن يتسم سلوكنا دائما بالشرف، ويمكن أن يتسبب سلوك أحد شریكى الحياة في إلحاق الضرر بطريقة إنهاء العلاقة أكثر مما يسببه سلوك شريك الحياة الآخر. ولكن الشخص الجيد لا بخون شريك حياته في علاقة جيدة، إذن، لابد أن هناك شيئا غير سليم في المقام الأول.

وأحيانا ما يكون الشىء غير السليم متمثلا في رغبة أحد شریكى الحياة؛ فربما بذلت كل ما بوسعك لإنجاح العلاقة ولكنك اخترت الارتباط برجل يصاحب كثيرا من النساء، أو شخص يعطي كل اهتمامه لحياته المهنية على حساب أسرته. أو شخص غير مناسب لك، أو العكس، ولكن عليك تحمل

مسئولية ذلك الاختيار. ولعل هذا هو السبب في الأهمية البالغة لمجموعة القواعد الأولى الواردة بهذا الكتاب؛ لأنها تنقذك من اختيار شريك الحياة غير المناسب. وعلى الرغم من ذلك، فغالبا ما يكون شريك الحياة الذي يرى يقينا أنه الطرف الذي جرحت مشاعره مسئولا عن الاستخفان بشريك حياته، أو ينكد عليه، أو لا يكون قريبا منه بالقدر الكافي، أو يركز بشكل مبالغ فيه على الأطفال بحيث يضر بالعلاقة الزوجية، أو يضيق الخناق على شريك حياته، أو يثبط أحلامه.

حسنا، قد لا تكون تلك الأسباب مبررات كافية للطريقة التي أنهى بها شريك الحياة العلاقة، ولكن هؤلاء الذين يشعرون بأنهم قد وقعوا في شراك علاقة غير مناسبة غالبا ما يتفتق ذهنهم عن طريقة انفجارية للخروج من تلك العلاقة – شيئا يعرفون أنه سيجدي نفعا والسبب في أهمية هذه القاعدة هو أنكما ستستطيعان التغلب على الام الانفصال بطريقة أكثر ودا – أو على الأقل أقل مرارة – إذا ما اعترفتما بأنكما تقاسمان المسئولية (حتى لو اعترفت بذلك لنفسك فقط). ولو لم تكن تدرك كيفية تصحيح الأمور فيما بعد، فقد تخاطر بتكرار نفس الأخطاء حينما تقع في الحب ثانية – سواء أكان خطؤك متمثلا في اختيار الحبيب غير المناسب، أو انتهاج سلوك مدمر ما إن تستقر العلاقة الفترة من الزمن