هل اقراض المال لشريكك يعد خطئ

كم مرة رأيت فيها علاقات صداقة نهار لأن صديقا أقرض المال لأخر فلم يسدده له؟ وليس المال فحسب، فربما أقرضه سيارته فأعادها له محطمة، أو كتابا لم يعده لصاحبه مرة أخرى، أو شقة أقام بها صديق لبضعة أيام فأتلف محتوياتها بطريقة أو أخرى. لقد استعار “أوسكار وايلد” (أظنه كان هو كتابا ثم ضاع منه، وقد غضب صديقه عندما لم يعد إليه الكتاب وسأله: “هل أنت على استعداد للمخاطرة بصداقتنا بسبب هذا الكتاب؟”، فأجاب “أوسكار”: “هل أنت جاد فيما تقول؟”. ونفس الشيء ينطبق على العائلة تماما كما ينطبق على الأصدقاء، ولكنني وضعت تلك القاعدة في هذا الجزء لأن الأصدقاء هم من يتشاحنون غالبا بسبب مثل هذه الأشياء. في الواقع، فإنك سم في البداية بالكرم وتحدوك الرغبة في تقديم يد العون؛ لذا فإنك توافق على إقراض أي شيء مهما كان، ثم لا تلبث أن تغضب عندما لا يعيده إليك صديقك، وينتهي بك المطاف بخسارة علاقتك به. وإذا كان صديقك حسن الخلق، فلن يفعل ذلك عن عمد. كل ما هنالك أنه لم يحصل على المال الذي كان يعتقد أنه سيحصل عليه، أو أن أمرا طارئا قد ألم به واضطره إلى إنفاق تلك الأموال. إذن، ما الذي يمكنك فعله؟ حسنا، في البداية، قبل أن تقدم على إقراضه المال أو السيارة أو الشقة، ينبغي أن تقرر في ذهنك أنك قد وهبته المال، أو أنك توقع تلف السيارة أو الشقة، أو ضياع الكتاب. وإن كان لا يستحق، فلا تقرضه من الأساس. وإن كان يستحق،

فلتستعد ذهنيا للخسارة، وستكون مفاجأة سعيدة لك إذا استرددت أموالك، أو عادت سيارتك سليمة. سوف تسترد أموالك بنسبة تسعين بالمائة، ولكنك بهذه الطريقة لن تخسر صديقا كل عشر مرات. إذا كانت علاقة الصداقة بينكما ليست على مستوی قوی، فتلك مسألة أخرى، ولك مطلق الحرية في المخاطرة بها بسبب القرض وخسارة ذلك الصديق إذا لزم الأمر؛ ولكن علاقة الصداقة المتينة فعلا تستحق ما هو أكثر مما قرضه، لذا سيكون من الجنون لوضحيت بتلك العلاقة. فما قيمة بضعة جنيهات – أو حتى بضع مئات من الجنيهات – مقارنة بالعلاقة بين الأصدقاء؟ إذا كنت محظوظا بما فيه الكفاية وكان لديه ذلك المال وكان صديقك بحاجة إليه، فلماذا لا نعطيه له؟ سمه قرضا لحفظ ماء الوجه ولكنك تعرف في قرارة نفسك أنك أعطيته على سبيل الهدية لأنه يستحقها. وإذا اختار أن يعيده إليك في غضون أسبوعين أو شهرين في صورة هدية فهذا يوضح كم هو صديق رائع. وبالطبع، إذا افترضت أموالا من أحد أصدقائك، فسوف تعيدها إليه بأسرع وقت ممكن. والأهم من ذلك، أنك ستشتري نسخة جديدة من كتابه الذي أضعته، وسوف تنظف شقته قبلما تغادرها لتعيدها كما كانت، أو تنسل سيارته وتمونها بالوقود قبلما تعيدها إليه؛ فإذا كان كريما معك وأقرضك تلك الأشياء، فهذا أقل ما يمكنك فعله لمجازانه بكرمه.

علاقة الصداقة المتينة فعلا تستحق ما هو أكثر مما تقرضه؛ لذا سيكون من الجنون لو

ضحيت بتلك العلاقة