ليقدم كل منكما الآخر على نفسه

أعرف زوجين قررا انتهاز فرصة وبناء منزل لهما، وتولى الزوج مسئولية العمل، وبينما العمل جار على قدم وساق، قررت الزوجة – لسبب وجيه تماما لن أخوض فيه الآن – أنها ليست واثقة مما إن كانت تريد العيش فيه بعد اكتماله. ومن جانب آخر، فإن الزوج كان قد بذل مجهودا ضخما في عملية البناء ولا يريد تضييعه هكذا. عند تلك النقطة تنهار حياة الكثير من الأزواج، ولكن هذا ما لم يحدث في حالة هذين الزوجين. فيا ترى كيف كان أسلوب معالجتهما للموقف؟ لقد قال لها الزوج بأنها لو كانت لا تريد حقا العيش في ذلك المنزل، فلن يعيشا فيه. ومن ناحية أخرى فقد رأت الزوجة أنه مادام زوجها قد أنجز الكثير من العمل في ذلك المنزل، فحري بها على الأقل أن تعيش فيه عاما أو نحوه وعندئذ يمكنهما بيعه لو كرهته فعلا. إذن فقد كان هذا هو اتفاقهما: أن بجرباه لفترة ريثما بريانه مناسبا أم لا. والسبب وراء وصولهما إلى ذلك الحل المرضى بسيط للغاية ويتمثل في أن كلا منهما يقدم الآخر على نفسه. ولكي يفعلا ذلك كان عليهما أن يستمعا البعضهما حقا ويراعى كل منهما وجهة نظر الآخر، ثم كان على كل منهما أن يبتغى سعادة الأخر حتى أكثر من نفسه. بعبارة أخرى لا يمكن أن يكون أحدهما سعيدا لو لم يكن شريك حيانه سعيدأ هو الآخر. وهذا أمر مهم للغاية من أجل تكوين علاقة جيدة وقوية. ولا أستطيع أن أجزم بأن ثمة علاقة سعيدة حفاما لم أر طرفيها يتصرفان على هذا النحو.

يجب أن تقدم سعادة شريك حياتك على سعادتك أنت، يجب ألا تكون أنانيا، يجب أن تضع مصلحتك بعد مصلحته، وإلا ستكون حياتكما عبارة عن شجار متواصل وسيسودها الفتور. وإذا أحسنت اختيار شريك حياتك، فسوف يفعل الشيء نفسه، وهذا هوسر نجاح تلك القاعدة، فيمكنك تحمل تجاهن رغباتك واحتياجاتك؛ لأن شريك حياتك سوف يعطيها الأولوية نيابة عنك؛ سوف يقدم سعادتك على سعادته لذا فلن تضطر أنت إلى الاهتمام بأمر نفسك. والعلاقات التي يفعل فيها أحد شریکي الحياة ذلك بينما لا يفعله الطرف الآخر محكوم عليها بالفشل، وحتى لو استمرا معا فلن يكونا سعداء بحال من الأحوال؛ حسنا على الأقل لن يشعر أحدهما بالسعادة. حتى الطرف صاحب اليد العليا سيفتقد علاقة أفضل كثيرا يشعر طرفاها بالسعادة. وإن كننما لا تقدمان سعادة كل منكما على سعادة الآخر، فسيكثر بينكما الشجار على الأرجح، أو قد تفترقان ليفعل كل منكما الأشياء بالطريقة التي يحبها. أما العلاقات التي يقدم فيها كل طرف سعادة الآخر على سعادته هو فإنها تتسم بالقوة ويسودها الدفء والحب والشعور بالرضا.

يمكنك تحمل تجاهل رغباتك واحتياجاتك؛ لأن

شريك حياتك سوف يعطيها الأولوية