إليك حوارة شائعة بين الأزواج الذين قضوا معا فترة من الزمن
“لم تعد تخبرني بأنني أبدو جميلة”.
“حسنا أنت تعرفين أنك تبدين جميلة، ينبغي أن يكون ذلك واضحا”. وهناك تنويعات حول هذا الموضوع، بالطبع، فهو لا يقتصر بالضرورة على المظهر فقط، ولكني لاحظت أنه أحد أكثر نوعى الحوارات شيوعا. أما النوع الآخر فهو: “أنت قلما تخبرني بأنك تحبني”، وعندئذ تأتي نفس الإجابة. اسمع، إننا جميعا بحاجة إلى الطمأنة والتشجيع. إننا بشر وهذه هي طبيعتنا. فما منا من أحد إلا ويحب أن يقال له أحسنت عندما يحسن، ولهذا ابتكروا نظام تقديم الجوائز للمتفوقين في المدارس، رغم أن التلاميذ يعرفون من حصل على المركز الأول في الاختبار. ولهذا يقيمون مهرجانات مثل الأوسكار ويحتفلون بشخصية العام الرياضية. ولهذا تقولون لأطفالكم إنكم تحبونهم؛ لأن الناس يحبون أن يحظوا بالتقدير والاستحسان، وإحدى الطرق الرئيسية المنح الناس التقدير والتكريم أن نخبرهم بذلك. إذن لماذا ينبغي أن يكون شريك حياتك مختلفة؟ وإذا أحبك – وأنا واثق من أنه يحبك – فإن تقديرك واستحسانك يعني له أكثر مما يعنيه تقدير واستحسان أي شخص آخر؛ لذا عليك أن تحرص على جعل شريك حياتك يعرف أنك تقدره وسعيد به و عندما يبدو جميلا . عندما يبدو رقيقا أو مراعيا لمشاعرك أو صبورة بشكل لافت للنظر . عندما يفعل شيئا تحترمه أو تعجب به
. عندما يصنع شيئا جيدا – وجبة لذيذة أو يقدم هدية رقيقة . عندما يتصرف بذكاء أو بشكل إبداعي . عندما يضحكك أو حتى يسليك ينبغي أن تخبره أيضا أنك تحبه. وأنا شخصيا لا أستطيع أن أرى سببا التكرار تلك العبارة أقل من مرتين في اليوم الواحد، وإن قلتها أكثر كان ذلك أفضل. وأنا بالطبع لا أقصد عبارة “أحبك” السطحية التي تقولها بحكم العادة وأنت خارج من المنزل كل صباح، أو عندما تطفئان الأنوار استعدادا للنوم في المساء، وذلك لا بأس به، ولكن إن أصبح مجرد عادة، فقد مغزاه. لذا احرص على أن تخبره بأنك تحبه في أوقات غير متوقعة، وقلها وكأنها تنیها (وانت تعنيها بالطبع). كل ذلك سيساعد على شعور شريك حياتك بأنه مدلل ومحبوب، ويجعله كذلك يشعر بالرضا عن نفسه، وهذا ما تريده أنت منه أيضا؛ لذا بدلا من التفكير بعقلية: “إنه أمر واضع، ولا أحتاج إلى قوله”، عليك أن تفكر بعقلية: ” إنه أمر واضح؛ لذا لم لا أقوله؟” إنها قاعدة جديرة بأن تعلمها لأولادك، وأسرتك وأصدقائك، ولكن ابدأ أنت أولا بممارستها مع شريك حياتك، ثم حاول إيجاد أشياء لطيفة تقولها لكل شخص تعرفه.
إننا جميعا بحاجة إلى الطمأنة والتشجيع. إننا
بشر وهذه هي طبيعتنا