لماذا اصهارك جزء من حياتك مع شريكك

إن كنت محظوظا للغاية، فستناسب أصهارا طيبي المعشر تربطك بهم علاقة حسنة. ولقد حالفني الحظ في هذا الأمر؛ حيث أعد أصهاری من أصدقائي المقربين. ولكن ذلك نادر الحدوث، ففي أغلب الأحيان يناسب المرء أصهارة لا يسببون له سوى التوتر والإحباط، على الأقل من حين لآخر. وبالطبع، ليس المقصود بالأصهار والدا شريك حياتك فقط، بل أشقاء زوجك وشقيقاته وباقي أفراد أسرته أيضا. والمشكلة في أصهارك أنك لم تخترهم، تماما مثلما لم تختر أسرتك. غير أنك لن تستطيع الإفلات بفعلتك بسهولة مع أصهارك في حالة إذا ما عبرت عن رأيك فيهم بصراحة، ولن تستفيد من العاطفة الدفينة التي ستجدها مع أسرتك بالرغم من أي خلاف. بالطبع، قد لا تكون هناك أية عاطفة مع أسرتك الأصلية في بعض الأحيان، وفي تلك الحالة يمكنك قطع علاقتك بهم (وهو أمر لا نحبذه كثيرا ، ولكنه ضروري في بعض الأحيان. ولكنك لا تستطيع فعل ذلك مع أصهارك؛ فأنت مرتبط بهم حقا وعلى نحو شديد. والمشكلة أنك لا تستطيع الانسحاب من تلك العلاقة؛ فهم يشكلون جزءا كبيرا من حياة شريك حياتك، سواء كان يرى الكثير منهم أو لا، وينبغي عليه الانخراط معهم. وسواء أراد منك أن تشاركهم احتفالاتهم أو تؤازرهم في صراعاتهم، فعليك أن تدلي بدلوك حتى تلبى رغبة شريك حياتك. وإذا كنت لا تستطيع الوقوف على مقربة من أصهارك، فلا يمكنك أن تنسحب بعيدا عن حياتهم؛ فليس من العدل أن تغيب عن جزء محوری كهذا

من حياة شريك حياتك. وإن كانت رؤية أصهارك تسبب لك التوتر، وأعلم أن ذلك ممكن الحدوث، فعليك أن تجد استراتيجية للتعامل مع ذلك الموقف بنجاح. وإلا كيف سيكون الحال وشريك حياتك يعانی لحظات عصيبة مع الأصهار ثم تنضم إليهم لاحقا لترى من الذي خرج فائزا؟ انظر من الذي يناله أخبث تعليق من شقيقة شريك حياتك، أو أكثر التعليقات عجرفة من شقيقه. انظر من الذي شهد أكثر اللحظات غلظة من حماتك، أو أكثر التعليمات حزلقة من حماك. ولا تنس أن شريك حياتك لديه أصهار أيضا. نعم، هذا صحيح، إنه مضطر إلى التعامل مع أسرتك مثلما أنك مضطر إلى التعامل مع أسرته؛ لذا عليك أن تهون عليه الأمر بقدر المستطاع إن لم تكن الأمور سلسة بالقدر الكافي. ولا تقف مطلقا مع أي من أقاربك ضد شريك حياتك، بل عليك أن تقف إلى جانبه مهما كان الأمر. وإن كنت تعتقد أن أسرتك قد تكون على حق، فيمكنك مناقشة الأمر لاحقا بينك وبين شريك حياتك. ولكن المهم أن تدافع عن شريك حياتك ضد أي نقد أو ضغط تمارسه أسرتك عليه؛ بغض النظر عن الجانب المحق أو المخطئ. قد يشكل الأصهار مسألة غاية في الدفة للكثير من الأزواج، والعلاقات التي تسير على نحوطيب على هذا الصعيد هي تلك العلاقات التي يدرك طرفاها أنه لا مهرب من لعبة الأصهار – وكل ما بوسعهما فعله هو النفاذ إلى روح اللعبة ولعبها بأكبر قدر ممكن من المهارة.

ليس من العدل بالنسبة لشريك حياتك أن

تغيب عن جزء محوری كهذا من حياته