لماذا لا شئ يستحق الشجار

ظلت أمي وجدتی متخاصمتين لا تحدثان بعضهما طيلة خمسة عشر عاما. وبعض الأسر تسير على هذا المنهاج: علاقات متوترة على طول الطريق، وأشقاء متخاصمون، وأبناء عمومة فرقتهم زحمة الحياة حتى إن أحدا منهم لا يعرف عنوان الآخرين. هذا يحدث في بعض الأسر. ولأننا نتعلم بالقدوة، فإن المرء إذا نشافي أسرة توجد بين أفرادها مشاحنات لفترات طويلة، فسوف يصبح هذا الاتجاه هو العرف السائد.

وهذا يعني أنك إذا قاطعت أمك أو أباك ولم تحدث إليهما، فإن أحد أبنائك قد يقضى عشرين عاما دون أن يتحدث إليك. وهذا سلوك صبياني للغاية ولا يجدر بنا أن نعلمه لأطفالنا، ولكن هذا ما يفعله البعض. وياله من عار أيضا. ليس لأن قطع العلاقات الدبلوماسية مع أسرنا أمر مثير للرثاء وحسب؛ بل لأنه من المؤسف أيضا أن ينتهي بنا الأمر دون أب أو أخ أو ابن عم بقف بجوارنا وقت الحاجة إليه.

إن العلاقات العائلية هي أقوى العلاقات في الحياة، وعندما تسوء الأمور، ستجد عائلتك بجوارك لتنتشلك مما أنت فيه بشكل يعتمد عليه وبصبر أكثر من أي شخص آخر “. أعرف أن الحال ليس كذلك مع الجميع، ولكنه يمكن أن يكون كذلك في أفضل الأحوال. وسواء أصابك ألم فادح أو طلقت أوترملت أو تم الحجز على بيتك أو كنت تواجه قضية قانونية أو أصاب ابنك مرض عضال أو كنت تعاني مشكلة إدمان المخدرات أو الكحوليات أو أيا كانت نوعية المشكلة التي تواجهها في الحياة، فإن عائلتك هي التي ستقف بجوارك حتى ۲۶ أعرف أن تلك ركيكة ولكن ينبغي أن تكون بهذا الشكل.

وإن كانوا لا يستحسنون تصرفاتك، وسوف يستمرون في الوقوف بجوارك الشهور أو سنوات حتى تقف على قدميك من جديد.. وبصراحة فإن هذا يستحق الكثير والكثير. وإلى جانب أن هذه الأمور تستحق الصفح ونسيان أي خطأ من جانبهم يغريك بمقاطعتهم؛ لأن هذا هو المقابل إذا أردت أن تقف عائلتك بجوارك،

فعليك أن تقف أنت بجوارهم أولا. وهذا يستلزم ضرورة التغاضي عن الإحباطات والقلاقل التي قد يتسببون لك فيها أحيانا، ومد يديك إليهم بالصفع، وإدراك أن الأسر التي يقاطع أفرادها بعضهم البعض هي تلك التي يتخلى أفرادها عن بعضهم وقت الشدة. فمهما كان ما فعلته أختك، أو ما قاله عملك؛

فالأمر لا يستحق قطع أواصر العلاقات العائلية. بالطبع، يمكنك الابتعاد عنهم لأسابيع بشكل مؤدب ومتعقل حتى نهدأ حدة غضبك، ولكن لا تقاطعهم للأبد، ولئن فعلته فستفقد حب ودعم عائلتك، والتي قد يتشاحن ويتنازع بعض أفرادها معك في بعض الأحيان، ولكنهم لن يتوانوا عن الوقوف بجوارك والشد من أزرك وقت الحاجة.

إذا أردت أن تقف عائلتك بجوارك، فعليك أن

تقف أنت بجوارهم أولا