لماذا لا يجب ان تبحث عن جراح الماضي مع شريكك

أعرف امرأة تركها زوجها مع أطفالهما منذ ما يقرب من ۲۰ عاما، ورحل مع امرأة أخرى. ولكنها لم تغفر له هذه الفعلة حتى الآن، ولا تزال تشعر بالمرارة وبنار الغضب تضطرم في أحشائها. وبالمناسبة؛ فهي لا تزال مقتنعة بأنها ضحية بريئة تماما، راجع القاعدة ۷۱. ومن الذي توذيه تلك الضغينة والمرارة حسنا، ليس الزوج السابق بالطبع؛ فقد انقطعت علاقته بها ولم يعد على اتصال تقريبا – إلا في حالات الضرورة ومن أجل أولاده الذين كبروا الآن – وهو سعيد جدا مع زوجته الثانية. بلى، إنها الشخص الوحيد الذي تؤذيه تلك المشاعر: فهى مثيرة للشفقة ونعيش وحيدة بالطبع لأنها لم تنس أمر حياتها الزوجية بعد كل تلك السنين

؛ لذا لم نستطع المضي قدما وايجاد علاقة أكثر سعادة. كما أنها توذی أبناءها بالطبع. بمر العديد من الأزواج بفترات صعبة بعد انتهاء العلاقة تراوح بين عامين وثلاثة أعوام، غير أن معظم الأزواج الذين لديهم أطفال ممن أعرفهم يستطيعون التغلب على أحزانهم والتعامل مع بعضهم بطريقة ودودة بعد ذلك، حتى وإن كانوا لا يشعرون بذلك من داخلهم. وحينما بهم أبناؤهم بفعل أشياء مثل الزواج، فإنهم لا يخشون عواقب اجتماع والديهما في حفل الزفاف، أما أبناء تلك المرأة فلا يستطيعون الإقدام على ذلك الفعل. ينبغي عليك المضي قدما، من أجل نفسك ومن أجل الآخرين، بل ومن أجل أصدقائك، الذين سيستمعون إليك بسعادة لبضعة أشهر فقط، ولكنهم لا يريدون سماع شكواك لسنوات؛ فكل تلك المرارة سببها العيش في أحزان

الماضي. وقد قدر لك أن تعيش حياة واحدة – فاحياها عن آخرها. تعلم كل ما تستطيعه من أخطاء الماضي؛ ثم حاول تجنبه في المستقبل. وإذا سمحت لنفسك بإطلاق العنان لهذه المشاعر السلبية، وشعرت بالأسف على نفسك بتفكيرك في الطريقة التي كان يتم معاملتك بها، فستتحول إلى إنسان سلبي وضعية، وهذا ما لا نفعله نحن – محترفي القواعد – إننا نحتاج بالطبع إلى تضميد جراحنا لبعض الوقت، ولكننا ننتشل أنفسنا من براثن الماضي ونذكر أنفسنا بكيفية الاستمتاع بالحياة مرة أخرى. ولا بعنيني في شيء ما فعله شريك حياتك، وكم ترى أنه هو المخطئ من البداية إلى النهاية وكيف أنك تصرفت بشكل ودی. فكل هذا يتعلق بالماضي وهذا زمن ولی وفات، وما من طريقة للعودة بالزمن إلى الوراء. إننا نتطلع إلى الأمام، ونسعى إلى التمتع بحياة رائعة، ونسعد أنفسنا ومن حولنا، ولن يكون هناك وقت للنبش في جراح الماضي دون داع.

تعلم كل ما تستطيعه من أخطاء الماضي، ثم

حاول تجنبه في المستقبل