لماذا لا يجب ان تضغط على عائلتك

لقد ذكرنا قاعدتين عن كيفية التعامل عندما لا تصرف عائلتك بالشكل اللائق، ولكنك في النهاية جزء من عائلتك، وأحيانا قد لا تصرف أنت نفسك بالشكل اللائق؛ لذا فقد أوردت هنا قاعدة لصالح بقية أفراد عائلتك، وأتمنى أن يتبعوها هم أيضا. إن أحد الأشياء التي تسهم في إذكاء نار المشاكل بالعائلة هو أننا أحيانا نعامل أفراد عائلتنا بطريقة لانتعامل بها مع الآخرين؛ تثير غضبهم وحنقهم دون وجه حق؛ فإذا طلب منك صديقك خلع نعليك قبل دخولك منزله، فسوف تلبي طلبه هذا دونما اعتراض. أما لو طلبه منك أحد أفراد عائلتك، فغالبا سيكون ردك: “لا ينبغي أن تفالى في نظافة منزلك” أو “حسن”، إن نعلي نظيفان”. وهذا ليس من العدل في شيء، ومن حق أمك أو شقيقك أو أيا كان أن يغضب وتثور ثائرته. فما من أحد من أصدقائهم بثیر جلبة على هذا الأمر؛ لذا ليس من العدل أن تثير أنت جلبة لمجرد أن ذلك في مقدورك.|

وهذا مثال بسيط، ولكن أفراد الأسرة الواحدة يمارسون الضغط على بعضهم البعض فيما يتعلق بأشياء مهمة أيضا؛ حيث يمارس الآباء ضغوطة على أبنائهم بخصوص تربية أطفالهم: “لا تدعهم يشاهدوا التلفاز لوقت

طويل” أو “هذا الطفل يحتاج إلى تربية” أو “ينبغي أن تسرها وتجبا أطفالا”. وأظن أنك لم تحلم بقول شيء كهذا لأبناء أصدقائك؛ لذا لماذا تقوله لأبنائك أنت، بل إن ذلك أكثر صعوبة حينما يقال لأبنائك، لأنهم لا بریدون إحباطك ولكنهم لديهم أفكارهم الخاصة عن كيفية تسيير شئون حياتهم – وهذا ما ينبغي أن يكون كما أن الأشقاء يمارسون الضغط على بعضهم أيضا. في الواقع قد يكونون الأسوأ في هذا الصدد، فحتى الإخوة والأخوات الكباريتنافسون لجذب انتباه

آبائهم. ملحوظة للآباء والأمهات – ينبغي أن تحرصا على العدل والمساواة بين أبنائكما في الكبر؛ تماما كما كنتما تفعلان في صغرهم. كما أن الأعمام والعمات والأخوال والخالات والأصهار والأجداد والجدات يمارسون لعبة ممارسة الضغط هذه. وأيا كان من يمارسها، فهي أمر غير مقبول. إنه أمر غير معقول ويجعل أسرتك في حالة من التوتر الدائم. إنهم لا يريدون تدمير علاقتهم بك، ولكنهم في الواقع ليسوا سعداء بتلبية ما تطلبه منهم،

وأنت تعرف ذلك. الى صديقة انزعجت بشدة مؤخرة لأن أسرة شفيقتها كانت تزورها في عطلة نهاية الأسبوع وقد سألوها عما إذا كان من الممكن أن يحضروا معهم صديقي ابنيهما. وقد ترددت صديقتي لأن مساحة البيت ضيقة بالفعل، ولم تخيل أربعة من الصغار بجرون هنا وهناك في أرجاء بيتها لمدة يومين. وقد أوضحت هذا الأمر لشقيقتها، والتي كان رد فعلها أن تجهمت بشكل الافت، وقالت إن هذا غير عادل بالنسبة للطفلين وماداموا لا يمانعون في المجيء إلى هذا المكان الضيق، فلماذا الانزعاج إذن؟

وقد استاءت صديقتي لأنها اضطرت إلى تبرير موقفها؛ فهذا منزلها وهم ضيوف فيه على أية حال، وإنني أتعاطف معها. وعلى أية حال، فقد كان من شأن صديقاتها أن يفكرن مرتين قبل أن يطلبن منها مثل هذا الطلب، وبالقطع كان من شأنهن أن يتقبلن الرفض بصدر رحب. لماذا نفعل ذلك؟ حسنا، قد يكون ذلك راجع إلى أننا نرى أنه ليس للمرء بد من أن يكون فردأ في عائلته لذا نظن أننا نستطيع أن نفلت بفعلتها،

أو أنه لا باس بذلك لأنكم أسرة – أسلوب “أوه، لانكن سخيفة”. أيا كان السبب، فإنا نحتاج إلى عائلة يعاملنا أفرادها باحترام. واتخاذ الخطوة الأولى أمر منوط بك.

ليس من العدل أن تصدر جلبة لمجرد أن ذلك

بمقدورك