لماذا لا يجب ان تنشغل عن شريكك

إنني مذنب هنا شانی شان الجميع؛ فمن السهل على المرء أن يفكر ولسان حاله يقول: “إنني متعب، سوف أتصل بهم غدا”، ويجيء الغد وعشرة أيام بعد الفد دون أن تصل. وهذا في الحقيقة ليس جيدا بالمرة؛ فإذا أردت علاقة قوية بعائلته فينبغي أن تعمل لها، تماما كما تفعل مع علاقتك بشريك حياتك. وهذا يعني ألا تبخل عليهم بوقتك. فينبغي أن تجد وقتا لزيارتهم حتى وإن كانوا يعيشون في منطقة نائية عنك، وينبغي أن تبذل من جهدك لتصل بهم فيما بين ذلك حتى تبقى على مع معرفة باخبارهم. خذ هذه الملحوظة لنفسك واعمل بها: من السهل للغاية أن تقع علاقتك بعائلتك فريسة للإهمال؛ فانت لم تكن قصد عدم الاتصال بهم لشهور، ولكن الأمر حدث دون إرادتك. حسنا، احرص على عدم حدوثه إذن. وبالطبع قد لا يكون باقی افراد عائلته أفضل منه حالا فيما يخص مساله إيجاد الوقت هذه. بل قد يكونون اسوا منه حالا في هذا الصدد، ولكن هذا لا يعنيك من المسئولية: فالخطا المشترك لا يعدل الصواب. وإذا أثبتوا أنهم ميئوس منهم في ذلك الأمر؛ فهذا سبب ادعى لضرورة بذل المزيد من الجهد، وإلا ستجد في النهاية أن عائلتلك لم تعد تستحق لقب عائلة. وهذا أمر مؤسف للغاية. لذا اغفر لأختك عدم اتصالها به رغم اتصالك الدائم بها، واغفر لأبيك نسيانه مبادلتلك الزيارة، واتصل أنت بهم أو قم بزيارتهم؛ فسوف يقدرون

لك ذلك وسوف تسعد أنت به. إن كل أسرة بها خراف ضالة والتي تشرد دون إخبار أحد أين ذهبت، ولا تصل بباقي أفراد الأسرة لفترات طويلة، وكل تلك الخراف الضالة لها “راعيها” الذي يطمئن على الجميع ويتاكد من أنهم بخير؛ فلا بضيق صدرك بحقيقة أنك تقوم بقدر أكبر من العمل مقارنة بباقي أفراد العائلة فهذه هي الطريقة التي يسير بها العالم – والمهم في الأمر أنكم تستطيعون المحافظة على التواصل فيما بينكم بقدر المستطاع. وينبغي بالطبع أن تقف بجوارهم وتساندهم في الأزمات. أنت تعرف ذلك، ولكن ما ينبغي أن تجيده كل عائلة هو الحفاظ على تقديم الدعم والمساندة حتى إذا ما الباقون ولم يبالوا؛ فعندما يقع أحد أفراد عائلتك في أزمة، فقد يكون بحاجة للمساندة والدعم لأشهر أو حتى سنوات؛ حيث سینسی الأصدقاء هذه الأزمة فور زوال وقع المفاجاة – فلديهم أصدقاء أخرون واقعون في أزمات أخرى وينبغي عليهم أن يمدوا لهم يد العون أيضا . أما العائلة فهي باقية بجواره على الدوام، وهذا يعنيك أنت. وفي بعض الأحيان قد يعني هذا بالطبع أن تجهد نفسك وتخلى عن راحتك، تترك أي شيء آخر كنت قد شرعت فيه، ونستمع إلى الهاتف لساعة كاملة حتى وأنت متعب وتريد الاستلقاء على الفراش بای شكل، ولكن هذه هي ضرورات العناية بيعضكم البعض، ولنامل أن يفعلوا نفس الشيء معه إذا ألم بك حادث من حوادث الدهر.

في بعض الأحيان قد يعني هذا بالطبع أن تجهد

نفسك وتتخلى عن راحتك