لماذا يجب ان تعامل بطريقة سليمة من يسئ لك

هناك أشياء تؤلم أكثر من أشياء أخرى، وعندما تتعرض للظلم أو الخذلان على يد شخص يحبك أو يفترض أنه يحبك، فإن ذلك يخلف جرحا غائرا في القلب؛ لذا، إذا ظلمك أحد أفراد أسرتك المقربين أوتحدث إليك بطريقة جافة أوتحامل عليك أو عاملك بطريقة يعوزها الاحترام، فستشعر بلدغة مؤلمة حقا. إذن، ماذا تفعل إن حدث ذلك؟ حسنا، هذه مسألة عسيرة حقا لأنك عندما تتعرض للأذى، فإن الخاطر الفريزى الأول (مثل الحيوانات المفترسة) الذي يخطر على ذهنك هو أن تنتقم لنفسك أو تسحب إلى كهف بعيد وتضمد

جراحك لفترة طويلة من الزمن. ولكنك محترف قواعد، وليس حيوانا بريا، ولذا لن تفعل ذلك. أوه، إياك أن تفعل؛ فبغض النظر عن مدى صعوية الأمر على نفسك، فعليك أن تجد تلك البقعة الصغيرة من الأخلاقيات الرفيعة وتقف عليها بثبات. نعم، أعلم أنهم ربما كانوا هائجين للغاية،

ولكن تذكر أيضا أننا نأخذ الأمور بشكل شخصي أكثر من اللازم في الوسط الأسري، وذلك بسبب التاريخ الطويل بيننا. فإذا ألغي صديقك لقاء كان يفترض أن يتم بينكما في الساعة الحادية عشرة، فقد تغضب قليلا ولكن سرعان ما ستتجاوز عن هذا الأمر. أما لو ألفت أمك أو أبوك موعدا كانا قد حدداه معك،

حسنا. فسوف تطوف بمخيلتك كل تلك الذكريات القديمة عندما نسيا حفل تخرجك، أو الطريقة التي اعتادا بها تأجيل حفلات الشاي الخاصة بك في اللحظات الأخيرة على ورقة ضئيلة، أو لأنهما لا يريان بأسا في خذلانك. وتجد نفسك تفور من
الغضب بسببها. وهذا رفض على مستوى عميق للغاية. ولنفترض أنك تأخذ الأمر بجدية أكثر مما ينبغي، فإنك لا تزال تشعر بأن أسرتك تستغلك، أو تخذلك، أو تقلل من شأنك، أو تستخف بك. ومن المغرى جدا أن ترد على ذلك بالمثل. أن تجازيهم بالخذلان، أو استغلالهم، أو الرد عليهم بتعليقات بغيضة كتلك التي أسمعوك إياها.

ومع ذلك، فإن فعلت، فستدخلون في دوامة من الانتقام والذي من شأنه أن يقودكم إلى التشاحن والبغضاء. وهذا ما لا يفعله محترفو القواعد. وهم لا ينسحبون ويبحثون عن كهف يختبئون فيه ويقطعون صلاتهم بأسرهم في أفضل أوقات السنة. وللحقيقة، فإن الطريقة الوحيدة المقبولة والتي يمكنك التصرف بها في هذه المواقف هي أن تنأى

بنفسك بعيدا عن كل تلك التفاهات، وتتعامل كما لو أن هؤلاء الناس أصدقاؤك وليسوا أقرباءك. بعبارة أخرى، عاملهم بتفهم وتعاطف وقليل من الصفح. وهذا لا يتعلق بالتمسك بالأخلاق الفاضلة وطيب المعشر وحسب، بل إنه يتعلق أيضا بالطريقة الوحيدة لكسر دائرة التباغض وبناء علاقة أفضل مع أسرتك. نعم، قد تكون الشئون الأسرية صعبة من حين لآخر، ولكن هذه هي أسرتك الوحيدة؛ فإن خذلك أصدقاؤك يمكنك أن تستبدل بهم أصدقاء جدا، أما عائلتك فلا يمكنك استبدال أخرى بها. لذا عليك أن تراعى التصرف بطريقة لائقة؛

لأنك لوتصرفت على نحو غير لائق، فلن تجد لشكواك أسسا سليمة تستند عليها عندما تعاملك عائلتك بالمثل. كن قدوة حسنة لهم، وأظهر لهم كيف يسمون بأنفسهم فوق مستوى تلك التفاهات.