لماذا لا يجب التوقف عن الحديث مع شريك حياتك

إن لم تتحدثا إلى بعضكما، فكيف ستعرفان ما يفكر فيه ويشعر به كل منكما؟ إن تبادل الحديث هو الوسيلة التي نستخدمها نحن البشر لنقل أفكارنا ومشاعرنا، وأنت بحاجة إلى معرفة ما يدور بذهن شريك حياتك. والا كيف ستستطيع التعرف على حقيقة شخصيته وما يحرك مشاعره؟ وكيف ستستطيع إسعاده كما ينبغي؟ إننا حينما نواجه متاعب أو أوقاتنا عصيبة، فإننا نحتاج إلى التحدث عنها حتى نستطيع تجاوزها. اسأل أي متخصص في العلاقات وسيخبرك بأنه بدون التواصل الجيد سيضيع الأمل، لذا بمجرد أن تحس بأي متاعب، كبيرة كانت أو صغيرة، تحدث عنها. ولا تدعا هذا الأمر يجركما إلى الشجار أو التغاضب؛ فلا تحدث عن الكيفية التي ينبغي أن يشعر أو يفكر بها شريك حياتك – فهذا شأنه الخاص – وإنما دعه يعرف فقط ما تفكر فيه وتشعر

ولكن هذه القاعدة لا تقتصر على الأشياء الخطيرة فقط؛ فهي قاعدة يومية. وينبغي عليك معرفة ما فعله شريك حبانلك في يومه وما يعتقده فيه؛ ما هو شعوره نحو مقابلة العمل تلك أو ذلك الاجتماع أو تلك المناسبة الاجتماعية التي يحين موعدها غدا؛ وما إن كان يتفق في الرأي مع تلك المقالة الواردة بالصحيفة أو ذلك الخبر الذي جاء بنشرة الأخبار. إنكما بحاجة إلى التواصل بانتظام لتظلا قريبين من بعضكما وتبقيا خطوط التماس متقاربة

بينكما.

ستكون هناك أوقات تحتاج فيها إلى الاسترخاء والتفكير وحدك في هدوء ودون إزعاج من أحد، ولكن ينبغي أن تحرص أيضا على فضاء الكثير من

الوقت في التحدث إلى شريك حياتك والاستماع إلى ما يقوله. إنه أمر مشوق؛ لأنه مشوق. وإن كان موضوع الحديث لا يستهويك، فهو على الأقل يعرفك شيئا عما هو مهم بالنسبة لشريك حياتك، وما يحرك مشاعره، وما يجعله يشعر بالغضب أو الفرح أو الانبهار أو الضيق. وبالطبع ينبغي أن تبادله الحديث؛ فإذا كنت تريد أن يحبك شد. يك حياتك، فلتعطه شيئا بجمله بمضي قدما، 

عرفه على نفسك وحقيقة شخصيتك؛ فنحن نتركب من أفكار ومشاعر، وينبغي أن تنقل هذه الأشياء إلى شريك حياتك حتى تتأكد من أنه يعرف كيف يسعدك ومن هو الشخص الذي بحبه. وهذا بالطبع، لا يعطيك الحق في أن تدخل الملالة على شريك حياتك. فإذا كنت تعرف أنه يشعر بالفتور نحو الحديث عن القواعد الدقيقة للعبة الكريكيت، أو تفاصيل رحلات التسوق،

 فلا تفرض عليه الاستماع إلى مثل هذه الأحاديث. وعندما نتحدث ينبغي أن يكون تركيزك منصبا على التشويق والإمداد بالمعلومات والتسلية والتوضيح والتألق بصفة عامة كلما أمكن ذلك. إن من شأن شريك حياتك أن يستمع لما تقوله لسنوات تالية؛ لذا اجمل حديثك ممتعا. وهذه القاعدة لا تعطيك الحق للإسهاب الممل أو الغموض المبتذل أو الثرثرة اللامعقولة؛ فعليك الموازنة بين الكم والكيف في حديثك، وبصفتك أقرب أصدقائه، فعليك أن تحرص على أن تكون الشخص الذي يحب شريك حياتك أن يتحدث إليه في أي وقت يشعر بالحاجة إلى

الحديث.

عندما تتحدث ينبغي أن يكون تركيزك منصبا

على التشويق والإمداد بالمعلومات والتسلية والتوضيح والتألق بصفة عامة كلما أمكن ذلك