لماذا يجب ان تتخلى عن دورك لاجل شريكك

تخل عن دورك

لدى أخ أكبر لطالما كانت علاقتي به جيدة، ولكن حتى بعد أن صرنا كبيرين، فلا يزال هناك ميل من جانبه إلى لعب دور الأخ الأكبر معي، وهو أمر يمكن تحمله، ولكنه مثير للغيظ، لذا فقد فاتحته في هذا الموضوع منذ عامين بطريقة دبلوماسية، وسألته عما إذا كان من الممكن أن يتخلى عن دور الأخ الأكبر. وقد وصلته الرسالة وقال إنه سيبذل كل ما بوسعه، وبعد بضعة أسابيع أوضح لى الأمر بسعة صدر قائلا إنه على الرغم من محاولاته، إلا أنه وجد صعوبة بالغة لأنني لا أزال ألعب دور الأخ الأصغر. أتعلمون: إنني حتى لم ألاحظ ذلك،

ولكنه كان محقا تماما. فعندما يقضى المرء ۱۸ عاما في دور معين، فمن السهل للغاية أن يعاود الارتكاس إليه مرة بعد أخرى. ولعلنا لاحظنا أن الناس يصنفون في الأسر: فهذا شخص بارع، وذاك غر، وهذا خجول، وذاك متامر، وهذا يعتمد عليه … إلخ. والعلاقة بين هذه الأدوار علاقة نسبية؛ فالمرء يعتبر بارعا أو متأمر بالنسبة لأشقائه، وما إن يغادر المنزل فقد يكتشف أنه ليس بارعا أو نافها أو صعب المراس أو حساسا للغاية بالنسبة إلى الآخرين. لذا فإنك لا تلبث أن تكتشف مستواك الحقيقي ما إن تخرج إلى العالم الكبير الفسيح، ولكن كلما كنت بين أفراد عائلتك، توقعوا منك أن تعود مرحا أو متأمرا أو مغرورا أو كسولا. ولأنهم يتوقعون منك ذلك، فإنك لا تخيب ظنهم فيك. إن الدور الذي تلعبه في عائلتك أمر فطري؛ حيث تنزلق إليه دونما وعي. وفي الوقت نفسه فإنك توقع منهم أن يكونوا ما اعتادوا أن يكونوا عليه دائما، ولن يخيبوا ظنك أيضا.
ولا ينبغي أن يمثل أى من ذلك مشكلة؛ إلا أنه كذلك في الواقع؛ فمن المحبط أن تعاملك أسرتك كما كانوا يعاملونك دائما، كما لو أنك لم تكبر بعد، وفي بعض الأحيان يتعدى الأمر حكاية الإحباط هذه، إلى الحد الذي يمكن أن تؤدي فيه إلى التسبب في إحداث متاعب حقيقية؛ حيث تفشل أسرتك في إدراك أنك لم تعد ذلك الطفل الفر أو الخجول أو المتهور، ولكن ذلك يرجع جزئيا إلى أنك لا تزال تتصرف بنفش تلك الطريقة كلما كنت معهم. اسمع، إن الطريقة الوحيدة التي تدفع بها عائلتك إلى الكف عن معاملتك بهذا الشكل هي أن تكف أنت عن التصرف بهذا الشكل، وبينما تحاول ذلك، عليك أن تكف عن التعامل معهم كما لو أنهم لم يتغيروا بعد مرور 10 أو ۲۰ أو ۳۰ عاما. إنها مسألة ذات وجهين، وبصفة عامة – كما هو الحال بيني وبين أخي – فإن الذنب يطولنا نحن كما يطولهم هم لذا إذا أردتهم أن يكفوا عن لعب دور المتأمر، فعليك أن تكف عن لعب دور المنفل؛ وإذا أردت أن يعاملوك على نحو جاد، فعليك أن تكف عن لعب دور المهرج؛ وإذا كنت قد مللت فرض الحماية عليك، فعليك أن تكف عن التصرف كما لو كنت طفلا صغيرة. قد يتطلب منهم الأمر شهورا أو سنوات حتى يلاحظوا ذلك التغيير ويتجاوبوا معه؛ فهو أمر لن يحدث بين عشية وضحاها، ولكنهم في النهاية سيتعلمون الحكم عليك من منطلق سلوكياتك الحالية، وليس بالطريقة التي اعتادوا معاملتك بها منذ سنوات.