الشعور بندم مع شريك حياتك

العلك تساءل عن سبب اعتبار هذه القاعدة إحدى قواعد الحب. حسنا، سأخبرك. لأنك إذا انشغلت بالإحساس بالذنب، فلن تكون في موقع يسمح لك بأن تحوط الأخرين بحبك. دعني أوضح لك الأمر. عندما نحس بالذنب، فحول من يتمركز هذا الإحساس؟ حولنا نحن. نحن، نحن، نحن. كيف أشعر، كم هي مزعجة حياتي، ما الذي يحدث لى إنه شعور متمرکز حول الذات، ويسعى نحوإبعاد التركيز عن موضوع إحساسك بالذنب – حبيبك الذي خذلته بطريقة أو أخرى، أو الرغبة في أن تفكر بأنك قد خذلته لكى تسترعي انتباهه. كلا، ليس لدينا وقت للقلق بشأنهم؛ فنحن مشغولون للغابة بالرثاء لحالنا بسبب عبه الإحساس بالذنب الفظيع الذي نعمله على كاهلنا. حسنا، لماذالانتخلص منه إن كان عبئا؟ فما من أحد يحول بينك وبين ذلك. بل أنت من يقرر ما إذا كان برید حمله او التخلص منه، ثمة مشكلة واحدة – إذا تخلصت منه، سيتوجب عليك التركيز على شخص آخر، والكف عن الحديث عن نفسك. هل تظن أن بمقدورك فعل ذلك؟ بالطبع يمكنك، فأنت محترف قواعد. لنكن واضحين: لقد ذهب الماضى وولى، ولا يمكنك تغييره. وإذا كان بمقدورك فعل شيء لتصحيح الأوضاع، فمن فضلك لاتردد. أما إذا لم يكن بمقدورك، فيمكنك إما قبول الأمر كما هو والتعلم من الدرس، أو يمكنك التقوقع حول نفسك والتفكير في ذاتك على نحو أكبر؛ بدلا من التفكير في الشخص الذي تحس نحوه بالذنب. الخيار بيدك، وأنت تعرف الخيار الأصلع والذي يتوجب عليك اتخاذه. بالطبع لا بأس بالإحساس بالذنب لفترة مؤقتة؛ حيث تدرك فجأة أنك فشلت

في فعل شيء كان ينبغي عليك فعله. وهذا النوع من الإحساس بالذنب بحثك على فعل ذلك الشيء أو صلاحه الآن. ولكن ما إن تبذل كل ما بوسعك، سيكون أي شيء آخر من قبيل الأنانية والرغبة في لفت الانتباه. أعلم أنه من حين لآخر يحدث شيء مروع في حياة المرء بسبب عبثه وإفساده. فربما تعاطى أحدنا جرعة من المخدرات ثم قاد السيارة فصدم أحد المارة بسيارته مما أدى إلى إصابته. بالطبع، ستحس بالذنب (على الأقل أتمنى أن تحس به) ولكن الانغماس في هذا الإحساس ليس بالحل المناسب؛ بل الحل أن تشارك مثلا في الحملات المناهضة لتعاطي المخدرات، أو تتضم إلى إحدى الجمعيات الخيرية لمساعدة هؤلاء الذين يعانون من إصابات بالغة نتيجة لتعرضهم لحوادث السيارات. هذا هو التحرك البناء. أما الخوض في الحديث عما تشعر به، ومدى إحساسك ببشاعة ما فعلته؛ فهو أمر غير مقبول بالمرة. ولهذا السبب اعتبرت هذه القاعدة إحدى قواعد الحب؛ لأنك حتى تستطيع تقديم الحب للآخرين عليك أن تركز عليهم هم وليس على نفسك. بنبغي أن تكف عن السعي للفت الانتباه وتفكر في الآخرين. ولقد عرفت أناسا يستمتعون بالإحساس بالذنب، أناسا يبحثون عن أشياء يحسون نحوها بالذنب. لماذا؟ لأن تلك هي أسهل طريقة في العالم لتركز كل حبك على نفسك؛ فلا تستسلم لهذا الإحساس، وإذا فعلت شيئا سيئا، فاعمل على إصلاح الأمر واستمر. تبقى لنا شيء واحد. إذا ضبطت نفسك وأنت تحس بالذنب حيال شيء ما، فلتوقف على الفور، ولا تحس بالذنب لأنك تحس بالذنب …

حتى تستطيع تقديم الحب للآخرين عليك أن

تركز عليهم هم وليس على نفسك