لماذا تتغير علاقتك مع شريك حياتك

لقد تلقيت مؤخرا اتصالا من أحد أصدقاء المدرسة القدامى والذي لم أره منذ ما يقرب من ۲۰ عاما. لقد كنا صديقين حميمين ذات يوم، وكان من الرائع أن أسمع صوته، وقد تلاقينا وبدأنا من حيث افترقنا. إنه مثال حفيفى الصديق الوفي. فبوسع الأصدقاء دائما أن يكملوا من حيث انتهوا؛ رغم أنهم أحيانا قد يفترقون لوقت طويل، وهذا حسن وللحقيقة فإن حياتنا معرضة لكثير من التغيرات، وبالتالي فمن المحتم أن تعرض صداقاتنا للتغير أيضا. عندما تعود بذاكرتك إلى الوراء وتنظر إلى حياتك الماضية – المدرسة والجامعة ووظيفتك الأولى والأماكن التي اعتدت العيش بها – ستجد هناك كل أنواع الأصدقاء الذين كانت تعتبرهم أعز أصدقائك حينذاك، ولكنك الآن قلما تصل بهم. وهذا شيء يحدث لنا جميعا. لقد خسرت الكثير من أصدقاء المدرسة لأنني تركتهم في سن السادسة عشرة. وبينما كنت أعمل لكسب قوت يومي كانوا لا يزالون منشغلين بإنهاء المقالات المطلوبة منهم قبل يوم الخميس. الأمر ببساطة أنه لم يعد بيننا الكثير من الأمور المشتركة. | لا يمكنك الاستمرار مع كل شخص کونت معه علاقة؛ فلن يكون هناك ساعات كافية باليوم. وليس متوقعا منك أن تواظب على رؤية أحدهم كل أسبوع بعدما غادرت المنطقة، أو لا تتوقف عن تبادل الحديث على الهاتف كل بضعة أيام مع أنك تعمل في فترات مسائية الآن. كما أنك ستقلل من عدد مرات تلاقيك بذلك الرفيق من القاعدة ۹۲ الذي انتهى به الأمر إلى الزواج من تلك المرأة التي لا تطيقها.

كل ذلك طبیعی. وما من سبب يدعوك إلى الشعور بالذنب أو الاستياء نحو أصدقائك عندما تفرق بكم سبل الحياة. قد يستمر ذلك لفترة قصيرة وقد يدوم إلى الأبد؛ فهكذا تسير الأقدار ولا دخل لك فيها. وقد يحدث أكبر تغيير في العلاقات بينك وبين أصدقائك إذا أنجبت أطفالا حيث لا يتفهم أصدقاؤك الذين لم ينجبوا أطفالا أنك لم تعودی تريدين الخروج والسهر حتى الثانية صباحا، وليس من المناسب أن يتركوا لك رسالة قصيرة يطلبون فيها منك الخروج لأنه لن يكون لديك وقت لتدبر أمر جليسة أطفال. وعلى أية حال، فكل همك في حياتك هذه منصب على أخذ غفوات متقطعة ومحاولة الحصول على قسط كاف من النوم؛ بينما حياتهم هم بعيدة كل البعد عن هذا النمط. وفيما تفكر في المدرسة وممارسة كرة القدم، ستكون علاقتك بهما قد انقطعت تماما في الغالب. وفي أي من الأحوال، فقد التقيت الكثير من الآباء عبر أطفالك وقد كونت معهم علاقات صداقة جديدة. ليس من الحكمة أن تؤنب نفسك بسبب ذلك؛ فحينما أعود بذاكرتي إلى الوراء، أجد أن لدى أصدقاء لطالما عرفتهم وأفتقدهم حقا، وهناك آخرون استمتعت بصحبتهم يوما ما ولم يتبق لي منهم الآن إلا ذكريات سعيدة. والقليل من أصدقاء الماضي هم من يستحقون بذل الجهد للبقاء على اتصال بهم، ولكن حتى مع ذلك فإن علاقات الصداقة تغير. بالقطع يمكننا دائما أن نبدأ من حيث انتهينا، ولكن سيقل عدد مرات تقابلنا وستكون لدينا مشاكل ومشاغل واهتمامات مختلفة عن تلك التي كانت لدينا في السابق. وهذا يجعل علاقة الصداقة بيننا تختلف، ولكنه يقويها.

ما من سبب يدعوك إلى الشعور بالذنب أو الاستياء نحو أصدقائك عندما تتفرق بكم سبل