إنها قاعدة بديهية ولا أدري لماذا أوردتها بهذا
، باستثناء أنني أقابل عددا هائلا من الناس الذين يبدو أنهم لا يفهمونها. أعرف ذلك الفتى الرائع حقا والذي يحوطه دائمأ عدد وافر من الأصدقاء، وهو يجد الوقت لهم جميعا بطريقة أو أخرى، ويستطيع أن يجعلهم جميعا يشعرون بالتميز. وعندما يتعرض أحدهم لمتاعب، فدائما ما يهب لنجدته، ولا أدري كيف يجد كل ذلك الوقت لأنه يعمل بوظيفة كما أنه رب أسرة. ولكنه دائما ما يجد الوقت”، وهو مستمع جيد كما أنه يجيد إعداد عدد مهول من أكواب الشاي وتوزيع قطع البسكويت على الحضور؛ بل إنه يجد الوقت أيضا الجمع التبرعات للجمعيات الخيرية المحلية. ومنذ فترة تعرض صديقي هذا الصدمة عنيفة حقا؛ فقد توفيت والدته وفقد وظيفته في الوقت نفسه تقريبا، وكما هو متوقع، فقد التف الجميع حوله وشملوه بعطفهم وقدموا له المساعدة. والغريب أن صاحبنا بدا وكانه متفاجئ. لقد أخبرني عن مدى تأثره وأنه لم يصدق أن الناس يمكن أن يكونوا بهذا الكرم معه. أما بالنسبة لى فقد بدالي الأمر في غاية الوضوح؛ فقد شعروا بالأسف لحاله، ولكنهم سعدوا لأنه قد أتيحت لهم الفرصة لرد حسن صنيعه معهم على مر السنين. وكنت أعرف رجلا آخر – أكبر سنا – توفي مؤخرة. لقد كان رجلا لطيفاء ولكنه كان متقوقعا حول نفسه، وكان منعزلا عن الآخرين في الغالب. وقد حضرت جنازته لأنه كان جاری وأردت مواساة زوجته. ولم يكن هناك سوى ۳۲ لابد أنه قد حصل على دورة في كيفية إدارة الوقت.
عشرة أشخاص، خمسة منهم من أسرته. وقد شعرت بالأسف الشديد لذلك الموقف، فقد بدا أن ذلك قليل للغاية بالنسبة لرجل امتدت حياته لأكثر من ۸۰ عامة. وليس شرطا أن تحصل على الحب من حيث أعطيته؛ وأنت تعرف بالتأكيد ما أعنيه هنا؛ فقد تتلقى جزاء كرمك نحو أحدهم من شخص غريب لم تره من قبل. والناس الذين ينشرون حبهم على القاصي والداني لا يترقبون المقابل الذي سيعود عليهم؛ بل إنهم يفعلون ذلك لأن الحب هو المقابل الوحيد. أعرف أنك تريد أن تقيا ولكني لا أجد طريقة أخرى لصياغة ما أريد قوله. ورغم أن وقتك محدود باربع وعشرين ساعة في اليوم (انظر القاعدة ۱۸)، إلا أنك كلما استطعت نشر المزيد منه فيما هو متاح لديك من وقت، زاد حب الآخرين لك في المقابل أعرف أنه من الصعب على المرء أن يفكر في عدد من سيحضرون جنازته عند وفاته، ولكني حتى إذا شككت في أنه سيكون أقل من العدد الذي أريده فإنني أذكر نفسي بضرورة بذل مزيد من الجهد للعناية بكل هؤلاء الذين
أحبهمن
