من الرائع اتخاذ بعض الناس شرکاء حياة، والبعض الآخر لا يستحقون ذلك على الإطلاق. فما إن يعرفوك على مدار الفصول الأربعة حتى يبدءوا في اعتبارك شيئا مسلما به. لن يجدوا وقتا للاستماع إلى همومك – إن لاحظوا أساسا أنك في غير حالتك المرحة المعتادة. ولن بهدوك زهورة بعد الآن، أو يقترحوا عليك قضاء أمسية شاعرية بالخارج، أو يدللوك في عيد ميلادك. باختصار، لن يهتموا بك بما فيه الكفاية. وغالبا ما تجد أن هؤلاء الذين يفعلون ذلك متمركزون حول ذانهم. إنهم لا يتوقفون لملاحظتكما بمجرد أن يتقدوا أن علاقتكما قد أصبحت آمنة، ويعودون إلى التفكير في أنفسهم. وغالبا ما سينتظرون منك أن تعتني بهم، وتستمع إليهم بينما يتكلمون عن مشاكلهم أو يفضفضون عن منغصات يومهم، ولكنهم يترددون في مقابلة صنيعك بالمثل. وللأسف، فليس من المتوقع أن يتغير هؤلاء الناس، على الأقل معك أنت. ربما سيتعرضون للرفض – بوما ما – من قبل شخص مميز حقا مما يجعلهم منتبهين في المرة التالية. آمل ذلك. ولكن ربما يجب أن تكون أنت ذلك الشخص. وفي الواقع إن لم يكونوا مهتمين بما فيه الكفاية فلن يجعلوك مميزا، وهذا ليس مناسبا أو منصفا. إنك تريد شريك حياة يجعلك تشعر بأنك إنسان مميز، لأنك إنسان مميز بالفعل، وهم يريدونك أن تعرف ذلك، وليس شريك حياة تعلم أن يتظاهر
بحبك حتى لا تتركه؛ ليس إلا. فإذا كان شريك حياتك يهتم بك حقا، فسوف يكون واضحا في هذا الشأن تمام الوضوح. وإذا كان يضع نفسه في المقام الأول ويعتبر وجودك في حياته شيئا مسلما به، فلن يتغير في الأمر شيء إنك تستحق ما هو أفضل من ذلك: اذهب وابحث عن شخص يريد أن بسعدك حقا. وإن لم يكن شريك حياتك بهتم بك الآن، في بداية العلاقة، فسوف نسوء الأمور أكثر وأكثر إذا استمررتما معا. لاتخيل أن خروجكما معا أو زواجكما أو أيا كان الأمر سيجعل الحال أفضل؛ لأني أستطيع أن أوكد لك أنه سيجعل الأمر أسوأ. إنك بحاجة ماسة لحل تلك المشكلة قبل أن تفكر في اتخاذ أي قرار مصبری بالارتباط مع شخص كهذا، وأتمنى لك حظا سعيدا. إذا قررت إعطاءه فرصة أخيرة، فلتسمح بوقت طويل جدا حتى يتأكد لك أنه قد تغير فعلا قبل إلزام نفسك بالارتباط به. ستجد شخصا يهتم بك بالشكل اللائق، بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لا تلقي بنفسك على شخص لا يبالي بلك؛ فهذا سيدمر ثقتك بنفسك وتقديرك الذاتك عبر السنين، إضافة إلى أنه لن يجعلك سعيدا بالمرة؛ لذا امنع بنفسك معروفا، وانتظر حتى تعرف على شريك حياة أفضل.
إنك تريد شريك حياة يجعلك تشعر بأنك إنسان مميز؛ لأنك إنسان مميز بالفعل